السؤال
أنا شاب متدين والحمد لله، وقد منَّ الله تعالى علي بحفظ كتابه، وأسأل الله أن يوفقني برحمته أن تكون حياتي كلها موافقة لما علمني من قرآن، وقد تقدمت في الفترة الأخيرة لخطبة فتاة طيبة الخلُق ومن أسرة طيبة والحمد لله، وقد قابلتها في المرة الأولى وتكلمت معها وأعجبت كثيرا جدا بذكائها وثقافتها وحسن تفكيرها وحبها للتدين، وعلى الفور قد أبديت رأيي بموافقتي على الارتباط، وأبدت رأيها هي الأخرى وارتياحها للارتباط، وتمت الخطبة، إلا أن هناك شيئاً في نفسي أود أن أعبر عنه؛ لأنه يشغلني وبشدة، ألا وهو أني في تعارفي عليها في البداية لم أدقق كثيرا عليها من ناحية الجمال كامرأة أنجذب لها وأشعر ناحيتها بالسرور الذي عبر عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله "إذا نظر إليها أسرته"، ولكن حينما تعاقبت الزيارات بين الأهل ورأيتها أكثر من مرة الحقيقة أحسست أن في نفسي شيئاً من هذا الموضوع، لأنها ليست على درجة من الجمال تشدني، فبالرغم من أنها فتاة كما ذكرت على درجة عالية من الذوق والأدب وحب الدين إلا أن هذه النقطة تضايقني حقا، لأني أريد العفاف والإعانة على غض البصر. أرشدوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم، جعلك الله من حملة القرآن الذين يعملون ويتخلقون به، وجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.. أخي الكريم: نظرة الإسلام للجمال ليست نظرة مادية بحته، ومعايير تذوق الجماليات في الإسلام ليست تلك المعايير التي تجعل الجمال في تلك النظرات السطحية العجلى، فقد أوصى الدين بالجمال الباقي ولم يركن للجمال الزائل، فأوصى بالظفر بذات الدين، وعندما يكون جمال المرأة هو التدين أي التقوى، فإن كل خير هو في هذا الجمال، لكننا حين تهبط ذائقتنا فنرى المظهر وننسى الجوهر، نركز على الإطار وننسى أعماق الصورة، حين يرتفع ذوقنا في تلمس الجمال وأبعاده الكثيرة حينها سنعرف أن التدين هو أفضل وأعلى مقاييس الجمال.
إن التقوى (التدين) تشع في وجه صاحبها نوراً وبهاء وصفاء وسكينة وطمأنينة، وهذا هو الذي يسر النظر ويريح القلب، إن الجمال المادي يشيخ ويزول مع الأيام، لكن جمال التقوى يزداد إشراقاً وفتوناً كلما زادت التقوى صاحبها قرباً من الله.
أما حديث الرسول (إذا نظر إليها سرته) من السرور وليس (أسرته) من الإسرار وهو الهمس الخفي، وليس من الأسر، فالسرور المراد به في الحديث ليس مصدره الجمال المادي للوجه، فقد تسر للنظر ورؤية صديقك وهو رجل، لأن منظره ورؤيته تذكرك بطيب أخلاقه وحسن معاشره ولطافة حديثة، فتحس بنفسك سروراً حين تلقاه وتنظر إليه؛ لأن ذاكرة الجمال لديك لم تنصف صديقك هذا بأنه يملك وسامة وجمالاً، بل جرى تصنيف تعابير وجهه وضحكته وكلامه بالجمال لأنك تسر إذا نظر ت إليه وحادثته، فالسرور مبعثه مدى راحتنا النفسية للشخص الذي نسر إذا نظرنا إليه سواء كان هذا الشخص امرأة أو رجلاً، فذاكرة الإنسان ومحزونة هي التي تضع معايير الجمال للعين وللنظر، فحين ترى أنت مثلاً في منظر غروب الشمس جمالاً قد يراه غيرك ليس كذلك، وهذا ليس لاختلاف درجة الرؤيا الزمانية والمكانية بل لاختلاف المعنى النفسي لغروب وشروق الشمس، وهكذا في كل ما يختلف فيه الناس في مقاييس الجمال، فالرؤيا والنظر ليست هي المقياس الحقيقي لجمال الأشياء، بل اختلاف أذواقنا وعلوها أو تدنيها ووعينا وثقافتنا وذاكرتنا هي التي ترتب درجات الرؤيا والنظر، فالجمال إحساس روحي ونفسي بالشيء يتكون قبل النظر إليه ثم يملي على عيوننا الحكم بالجمال أو عدمه، ثم إن وجه المرأة ليس هو مصدر قياس جمالها فقط، فالمرأة كل ما فيها مقياس للجمال من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، فأنت لم تنظر إلا إلى جزء يسير من درجة التذوق الجمالي.
لذلك أخي توكل على الله، وانظر لخطيبتك من زواية أن أجمل الجمال هو التدين، وأن السرور مبعثه الراحة النفسية التي ستجدها إن شاء الله في خطيبتك في حلاوة الحديث وحسن التبعل، وحسن المعاشرة، وقد وضع القرآن قاعدة عظيمة للحكم على صلاحية وخيرية الأشياء ومنها النساء، فقال تعالى: "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) والله أعلم. وفقك الله لخير الدنيا والآخرة، وجعل حياتك الزوجية في سعادة وهناء. والله يحفظك.
المصدر موثوق منه :
http://www.islamtoday.net/ istesharat/quesshow-70-143 271.htm
أنا شاب متدين والحمد لله، وقد منَّ الله تعالى علي بحفظ كتابه، وأسأل الله أن يوفقني برحمته أن تكون حياتي كلها موافقة لما علمني من قرآن، وقد تقدمت في الفترة الأخيرة لخطبة فتاة طيبة الخلُق ومن أسرة طيبة والحمد لله، وقد قابلتها في المرة الأولى وتكلمت معها وأعجبت كثيرا جدا بذكائها وثقافتها وحسن تفكيرها وحبها للتدين، وعلى الفور قد أبديت رأيي بموافقتي على الارتباط، وأبدت رأيها هي الأخرى وارتياحها للارتباط، وتمت الخطبة، إلا أن هناك شيئاً في نفسي أود أن أعبر عنه؛ لأنه يشغلني وبشدة، ألا وهو أني في تعارفي عليها في البداية لم أدقق كثيرا عليها من ناحية الجمال كامرأة أنجذب لها وأشعر ناحيتها بالسرور الذي عبر عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله "إذا نظر إليها أسرته"، ولكن حينما تعاقبت الزيارات بين الأهل ورأيتها أكثر من مرة الحقيقة أحسست أن في نفسي شيئاً من هذا الموضوع، لأنها ليست على درجة من الجمال تشدني، فبالرغم من أنها فتاة كما ذكرت على درجة عالية من الذوق والأدب وحب الدين إلا أن هذه النقطة تضايقني حقا، لأني أريد العفاف والإعانة على غض البصر. أرشدوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم، جعلك الله من حملة القرآن الذين يعملون ويتخلقون به، وجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.. أخي الكريم: نظرة الإسلام للجمال ليست نظرة مادية بحته، ومعايير تذوق الجماليات في الإسلام ليست تلك المعايير التي تجعل الجمال في تلك النظرات السطحية العجلى، فقد أوصى الدين بالجمال الباقي ولم يركن للجمال الزائل، فأوصى بالظفر بذات الدين، وعندما يكون جمال المرأة هو التدين أي التقوى، فإن كل خير هو في هذا الجمال، لكننا حين تهبط ذائقتنا فنرى المظهر وننسى الجوهر، نركز على الإطار وننسى أعماق الصورة، حين يرتفع ذوقنا في تلمس الجمال وأبعاده الكثيرة حينها سنعرف أن التدين هو أفضل وأعلى مقاييس الجمال.
إن التقوى (التدين) تشع في وجه صاحبها نوراً وبهاء وصفاء وسكينة وطمأنينة، وهذا هو الذي يسر النظر ويريح القلب، إن الجمال المادي يشيخ ويزول مع الأيام، لكن جمال التقوى يزداد إشراقاً وفتوناً كلما زادت التقوى صاحبها قرباً من الله.
أما حديث الرسول (إذا نظر إليها سرته) من السرور وليس (أسرته) من الإسرار وهو الهمس الخفي، وليس من الأسر، فالسرور المراد به في الحديث ليس مصدره الجمال المادي للوجه، فقد تسر للنظر ورؤية صديقك وهو رجل، لأن منظره ورؤيته تذكرك بطيب أخلاقه وحسن معاشره ولطافة حديثة، فتحس بنفسك سروراً حين تلقاه وتنظر إليه؛ لأن ذاكرة الجمال لديك لم تنصف صديقك هذا بأنه يملك وسامة وجمالاً، بل جرى تصنيف تعابير وجهه وضحكته وكلامه بالجمال لأنك تسر إذا نظر ت إليه وحادثته، فالسرور مبعثه مدى راحتنا النفسية للشخص الذي نسر إذا نظرنا إليه سواء كان هذا الشخص امرأة أو رجلاً، فذاكرة الإنسان ومحزونة هي التي تضع معايير الجمال للعين وللنظر، فحين ترى أنت مثلاً في منظر غروب الشمس جمالاً قد يراه غيرك ليس كذلك، وهذا ليس لاختلاف درجة الرؤيا الزمانية والمكانية بل لاختلاف المعنى النفسي لغروب وشروق الشمس، وهكذا في كل ما يختلف فيه الناس في مقاييس الجمال، فالرؤيا والنظر ليست هي المقياس الحقيقي لجمال الأشياء، بل اختلاف أذواقنا وعلوها أو تدنيها ووعينا وثقافتنا وذاكرتنا هي التي ترتب درجات الرؤيا والنظر، فالجمال إحساس روحي ونفسي بالشيء يتكون قبل النظر إليه ثم يملي على عيوننا الحكم بالجمال أو عدمه، ثم إن وجه المرأة ليس هو مصدر قياس جمالها فقط، فالمرأة كل ما فيها مقياس للجمال من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، فأنت لم تنظر إلا إلى جزء يسير من درجة التذوق الجمالي.
لذلك أخي توكل على الله، وانظر لخطيبتك من زواية أن أجمل الجمال هو التدين، وأن السرور مبعثه الراحة النفسية التي ستجدها إن شاء الله في خطيبتك في حلاوة الحديث وحسن التبعل، وحسن المعاشرة، وقد وضع القرآن قاعدة عظيمة للحكم على صلاحية وخيرية الأشياء ومنها النساء، فقال تعالى: "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) والله أعلم. وفقك الله لخير الدنيا والآخرة، وجعل حياتك الزوجية في سعادة وهناء. والله يحفظك.
المصدر موثوق منه :
http://www.islamtoday.net/

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نتمنى أن يكون المقال مفيدا للجميع، و نرحب بتعليقاتكم